القائمة إغلاق

السيد مقتدى الصدر دعْ الحشد ورئاسته

سليم الحسني

مثيرة للصدمة هذه المقترحات التي قدّمتَها للقائد العام للقوات المسلحة بتغيير رئاسة الحشد وإبعاده عن المنطقة الخضراء وحلّ فصائل المقاومة وغير ذلك.

مبعث الصدمة أنك تطلبها من الكاظمي المشترك في إنقلاب الاثنين الأسود. ولو كان قادة الكتل يمتلكون شجاعة الموقف لطالبوا بإحالته الى القضاء. فكيف تريد يا مقتدى الصدر من شخص إنقلابي أن يُبعد الحشد الشعبي من المنطقة الخضراء وهو الذي بثباته وحسن تصرف أفشل المحاولة؟

أنت في هذا كمنْ يحاول أن يغطّي المتهم بعباءة تستره، لكنك لم تلق عليه سوى ريشة عصفور، فالكاظمي مشترك في أحداث الاثنين الأسود بالقرائن والدلائل والسلوك والقرارات والشهود.

يا مقتدى الصدر أنت تطلب من الكاظمي عزل فالح الفياض من رئاسة الحشد. وهذا مطلب فات أوانه. لقد كتبتُ قبل ما يقرب من أسبوع عدة مقالات أدعو فيها الى الإسراع بتغيير رئاسة الحشد الشعبي لأننا نتجه نحو ظروف صعبة، وأن التأخير غير مناسب. لكن عندما حدث انقلاب الثلاثين من آب، أصبح عزل الفياض خطأَ استراتيجياً، لأن العراق في ظروف انقلاب مسلح لم تنته حلقاته بعد، ولا أحد يدري ما يجري في الخفاء، فالتغريدات نقرأها كل ساعة هي في شأن. وقد حذّرتُ في مقالاتي بأن تغيير الفياض يجب أن يكون سريعاً لأننا قد نصحوا فجأة على تغريدة حرب. وهذا ما حدث بالفعل.

ولأن هذا ما حدث بالفعل، فقد تغير الحال، وأصبح استبدال الفياض كمن يريد القول للانقلابيين استعدوا لجولة أخرى فأنا معكم أثير الغبار وأفتح الثغرات لتمرقوا منها.

لم تكن مقترحاتك مناسبة في جوهرها وشكلها ووقتها. ليست معقولة على الإطلاق، لأنك خرجت قبل يوم من السياسة واعتزلتها على خلفية أحداث الاثنين الأسود الذي صنعه أنصارك ومسلحوك، ولم تبادر حتى الآن في إحالتهم الى القضاء إذا كنت حقاً رافضاً للفتنة التي وقانا الله شرّها. والآن تريد إحداث تغيير في أهم مؤسسة يمكن الوثوق بها في حماية الشعب والدولة. وليس في كلامي تزكية مطلقة، فهناك أخطاء وهناك ملاحظات على بعض القادة وقد كتبتُ عنها سابقاً وقد أكتب عن ذلك في وقت آخر عندما تهدأ الأمور فعلاج ذلك مسألة ضرورة في المستقبل.

مطلبك مرفوض يا قائد التيار الصدري، لأن الكاظمي ليس مؤهلاً ولا يحق له أن يقترب من الحشد الشعبي حتى يترك السلطة. لا يحق للكاظمي أن يعزل مقاتلاً بسيطاً من الحشد بعد العملية الانقلابية التي اشترك فيها، فكيف يحق له أن يتجرأ على عزل الفياض والقيادات الميدانية؟

كان بمقدورك أن تقدم مقترحاتك هذه في وقت سابق، ولو قدّمتها لكنتُ أول المؤيدين لك في استبدال الفياض لاعتبارات تخص شخصيته السياسية بالتحديد. أما الآن فقد جاء مقترحك في الوقت الخطأ، بل جاء في وقت مشبوه وبدافع مشكوك.

كان المتوقع منك أن تقول إن الحشد الشعبي يجب أن يبقى في المنطقة الخضراء وأن يتولى حمايتها وحده، لأنه أثبت بأنه التشكيل الأكثر انضباطاً والأكثر وطنية والأكثر شجاعة في الوقوف أمام محاولات إسقاط الدولة.

بقاء الفياض وقيادات الحشد وأماكن تواجدهم يجب أن تستمر على حالها، فالانقلاب لم ينته بعد، ومدبروه لا يزالون طلقاء. وليس للكاظمي حق التدخل والقرار حتى لو بقي في السلطة لدورة ثانية وثالثة وعاشرة.

١ أيلول ٢٠٢٢

لمتابعة مقالاتي على تليغرام

https://t.me/saleemalhasani